نام کتاب : الرسائل السياسية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 380
[26- المعتزلة يتوسطون الفرق]
قلت لك إني قد سمعت من هذا روايات ورويت فيه أشعارا وسمعت من الناس فيه خوضا كثيرا، وسأقيمك على الواضحة وأقف لك على الجادّة، بل على العلم العظيم والمنهج الفسيح إن شاء الله؛ وخير الاقاويل بل أعدلها وأرضاها عند الله أقصدها، ولذلك اخترنا الاعتزال مذهبا وجعلناه نحلة ومفخرا؛ وسنقدم قبل القول في هذه المسألة قولا، فافهمه، قالت الجهميّة:
«لا نقول إنّ الله معنى ولا نقول إنه شيء، ومتى أضفنا إليه شيئا فمتى نحن أضفناه إليه فذلك الشيء فعل من أفعاله، كذلك سمعه وبصره وعلمه وقدرته» . وقالت الرافضة: «هو جسم فضلا عن ان نقول إنّه شيء» ؛ وقالت المعتزلة: «هو شيء وليس كمثله شيء، وليس بجسم وليس علمه بفعل ولا صنع، وإنما قولنا: له علم، كقولنا: هو عالم، نريد أنه لا يخفى عليه خافية» .
وقالت المرجئة: «القاذف مؤمن» ، وقالت الخوارج: «القاذف كافر» ، وقال بعضهم: مشرك؛ وقالت البكريّة: «بل هو أسوأ حالا من المشرك، والمنافق أشدّ عذابا من الكافر» ؛ وقالت المعتزلة: «هو فاسق كما سمّاه نصّا ولا نسمّيه كافرا فيلزمنا أن نلزمه أحكام الكفّار وليس ذلك حكمه، ولا نقول:
مؤمن، فيلزمنا ولايته ومدحه وإيجاب الثواب له، وقد أخبرنا الله تعالى أنّه مشؤوم من أهل النار، فنزعم أنّه في النار مع الكافر وأنّه لا يجوز أن يكون في الجنّة مع المؤمن» .
وقالت الخوارج في قتال الفئة الباغية: «نسير فيها بالإكفار وبالسبي والغنائم وباتّباع المدبر والاجهاز على الجريح» ؛ وقالت المرجئة: «لا قتال» ؛ وقالت المعتزلة بالقول المرضي وهو إيجاب القتال على جهة الدفع لا على القصد إلى القتال ولا على السبي ولا على الاجهاز على الجرحى ولا على استحلال
نام کتاب : الرسائل السياسية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 380